باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء , وهو السميع البصير
وصلى الله على سيذنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
واجه الفكر العربى الاسلامي حملات من الخصومة والعداء المفتعلين منذ أن بزغ نور الاسلام على أرض الجزيرة العربية - مهد الهداية البشرية - وأشرق ساطعا لامعا . لقد حاول الأعداء أن ينالوا من الفكر الاسلامي مع انتظام حياة الغرب واستقرار نفوذهم السياسي والثقافي, فتجاهل مفكروهم الأسس التى استندت عليها حضارتهم الى حد الانكار على العرب المسلمين قدرتهم على التفكير العلمي والتحليل الدقيق . أمثال ونماذج من هؤلاء كثير ون في مسيرة الاستشراق والمستشرقين . ولا تزال حملات الحاقدين على الاسلام وأهله تطلع علينا من حين لآخر, امتدادا للتعصب البغيض والآستكبار المقيت .
يفصل هؤلاء بين الجنسين السامي والآري بسور من حديد . فيصورون للعالم أن آريتهم المميزة باستعداداتها الفطرية للآبتكار والابداع هي وراء ما يشاهد من معالم حضارية عبر قرون النهضة الشاملة , بينما سامية العرب مجبولة على السباحة في الخيال بعيدة عن رؤية الأشياء بالمنطق والتفكير العلمي الدقيق .
ان المفكر الفرنسي - رينان Renan - أحد هؤلاء ممن أشهروا في كتاباتهم عن عقلية الساميين العرب بالخيالية التي هي سمة تخلفهم وقهقرتهم . وتشاء الحكمة الربانية أن تصبح العقلية السامية الموسومة بالخيالية والتخلف هي العين الأخرى التي أبصر بها - رينان Renan -وغيره , الحقيقة الباهرة التي غابت عنه وعن أمثاله .
هذا المستشرق الفرنسي الأصل , لم يكن ينتظر منه أن يزعم في حق الساميين العرب أكثر مما زعم . ولعلك بتصفحك جريدة الذيبا Diba الفرنسية والتي تبنت يومئذ نشر محاضراته الموصوفة بالعلمية والتي ألقاها في جامعة السربون تحت عنوان العلم والاسلام , تدرك تمام الادراك كم كان الرجل يشكل معول هدم وتخريب للاسلام وأهله .
من تكون العين المبصرة التي غيرت الرجل ليعترف بالحقيقة بعد حقبة ؟ نفس السجال الهادئ المنبعث من النفس المطمئنة . السجال المتداول حديثا بين المسلم أحمد ديدات Didat والأسقف سواجار Suwagart. انه السجال بين الحق والباطل . جريدة - الديبا Diba - نفسها تنشر لعلم من أعلام العرب يعنيه الاتهام ويشمله , ردا جامعا مانعا يحمل هذا المستشرق على الرجوع الى خط الصفر . فكان النصر للصفر ومخترعيه , والهزيمة الكبرى للفكر الآري الذي أراد أن ينتحل لباسا على غير قياسه .
انتظروا تفاصيل المساجلة بين العلم والايمان في حلقة قادمة بحول الله .
